أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تقريرا أكدت فيه أن مسبارها على المريخ كيوريوسيتي حقق اكتشافا جديدا بالغ الأهمية.
حيث حفر المسبار في صخور تحتوي على معادن طينية- مؤشر على أنها تكونت في أو حدث لها تحول اساسي بواسطة مياه.
ويعتقد العلماء أن هناك أكثر من خطوة تأكيدية على أن الظروف الموجودة على الكوكب الأحمر في الماضي تشير إلى وجود حياة سابقة.
والكثير من العينات الصخرية التي تمت دراستها تشير أنها ربما تكون قد تكونت من مياه حامضية.
وحسبما يعتقد علماء، فينمالا يستبعد هذا احتمالية أن كائنات دقيقة كانت موجودة على المريخ، فأن المسألة أصبحت أكثر تحديا بالنسبة لهم.
فبفحص عينات من الطين ظهر أن بيئة هذا الكوكب كانت منذ مليارات السنين أكثر مناسبة للحياة.
يقول جون جروتزينجر أحد علماء مشروع كيوريوسيتي :"لقد عثرنا على بيئة يمكن أن تدعم أشكالا للحياة، وإذا كان هذا الماء موجودا بالجوار وأنت موجود هناك فإنك بالتأكيد ستشربه."
بحيرة قديمة
وحفر المسبار داخل عينات ترابية من صخور طينية، في موقع التنقيب في كراتير غيل.
وتبين من فحص هذه العينات الصخرية بواسطة معملي التحليل الموجودين على المسبار وهما سام وتشيمن، أنها تحتوي على مابين 20 إلى 30 بالمئة من مجموعات المعادن الصخرية، ووفرة هذه المعادن ووجودها بالقرب من بحيرة ملحية قديمة، تحمل إيحاء قويا بوجود بيئة مائية بالقرب من تشكيل الصخور الطينية.
ويعتقد العلماء أن كيوريوسيتي ربما يقوم بالحفر في قاع البحيرة القديمة.
الاقتران الشمسي
وكشف العلماء أيضا عن العثور على عناصر الكبريت والنيتروجين والأوكسجين والفسفور والكربون وهي بعض العناصر الكيميائية الأساسية للحياة.
ويقول البروفيسور جروتزينجر :"ماسبق وتعلمناه خلال السنوات العشرين الماضية من تطور الحياة الدقيقة، أنها تنظيمات شديدة البدائية وأنها تستطيع استخلاص الطاقة من مجرد التغذي على الصخور."
ويضيف :"إنها مثل البطارية بمجرد أن تقوم بتوصيل الأسلاك منها إلى المصباح تنتقل إليه الكهرباء فيضاء، وهذا بالضبط يشبه ما تفعله الكائنات الدقيقة في بيئتها، وإذا تطورت الحياة على المريخ فإنها لاتزال موجودة."
ويعمل كيوريوستي كذلك في المنخفض الصغير المعروف باسم "يلونايف باي" وهو بالقرب من موقع هبوطه في أغسطس/آب الماضي، وخلال الفترة القادمة سيتحرك المريخ ليختبيء خلف الشمس ويصبح مع الأرض على خط مستقيم تقطعه الشمس مما يمنع كل وسائل الاتصال.
يقول مايكل ميور رئيس فريق الباحثين في ناسا المسؤول عن برنامج اكتشاف المريخ :"لا نستطيع فعليا التحدث إلى كيوريوسيتي وكذلك المسبار لايستطيع محادثتنا، خلال شهر إبريل/نيسان القادم، وبالتالي سنقوم بالعديد من الأنشطة العلمية في نهاية هذا الشهر، ونجعل المهندسين يؤكدون لنا سلامته وقدرته على أداء عملياته، ولكننا لن نقوم بعمليات حفر أخرى حتى انتهاء عملية الاقتران الشمسي."