الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ....وبعد....
*إلى من لاح له الصباح::...
ذلكم هو نبأ صاحبنا الذى كان تائهاً فى غياهب الغفلة عن مصيره ومستقره ، قد ألهته شهواته وملذاته عن الإستعداد للقاء الله فى يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍِ سليم ....
وبينما هو سائرٌ فى درب الغفلة ، إذ برحمة الله تُدركه ، وتُقيَض له يداً حانية قوية ، ترجُ كيانه رجة العزم ....وتهزُ قلبه هزة الإيمان ....وكأنها نداء سيدنا "نوحٌ"_عليه الصلاة والسلام_ لإبنه ، يوم أن دعاه للنجاة مع ركب المؤمنين فى سفينة الإيمان ((ارْكَب مَّعَنَا))....
تريده أن يستيقظ من بعد سُبات ، ويُدرك ذاته من بعد شتات ، ويعرف أنه لم يُخلق عبثاً ، ولم يُترك هملاً وسُدى بل هو ::
_صاحب منهج متميز ، شعاره:: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ))
_ورسالة سامية يعيش من أجلها عنوانها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
_ورؤية واضحة ، معالمها {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
إنه أخى الذى أراد الله تعالى له الهداية والتوفيق ، ولاح له نور الإيمان بادياً ، يدعوه إلى أن يغسل فيه قلبه ، ليخرج بعدها متطهراً من أدناس الماضى ....ومتحرراً من قيود الشهوات !!!
لكن صاحبى ما زال حائراً ، متردداً بين الداعيين::
*بين داعى الإيمان الذى بدأ يتذوق حلاوته ، ويعيش لذته ...
*وبين داعى الهوى الذى ما زال لسلطانه بقية على قلبه !!!
_إنَ قلب أخى يطابق تماماً ما قاله الإمام "ابن القيم"::((( قلبٌ له حياة وبه علة ، فله مادتان ، تمده هذه مرة ، وهذه أخرى ، وهو لما غلب عليه منهما ، ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه .....ما هو مادة حياته ....
وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها :: ما هو مادة هلاكه وعطبه ...
وهو مُمتحن بين داعيين :: داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الأخرة ، وداعٍ يدعوه إلى الدار العاجلة ،
وهو إنما يُجيب أقربهما منه باباً ، وأدناهما إليه جواراً)) انتهى كلامه.
فإلى صاحبى هذا وإلى كل إخوانى وأخواتى الكرام ::
أتوجه بهذه الكلمات بل هذه النبضات التى أرجو من الله أن تكون خرجت من قلبى لتصل إلى مسامع قلوبهم علَها تُنير لهم الطريق أو تُبصرهم بالدرب فيخرجوا من ترددهم وحيرتهم بعد أن لاح لهم صباح الإيمان من قلب ظلام الحرمان فوقف كل منهم على عتبة باب الهداية يُقدم رجلاً ويؤخر أخرى ، يحتدم بين جنبات نفسه ذلك الصراع الرهيب بين داعى الهوى وداعى الإيمان ....تُرى أيهما يُجيب؟؟؟
أيُجيب داعى الهداية الذى نصبه الله فى طريقه رحمة به ورأفة منه سبحانه ؟؟
أيستقبل تلك الحياة النظيفة الطاهرة مع هؤلاء الأخيار الذين ما رأى منهم إلا كل حب وإهتمام ورعاية لا لشىء إلا لأنهم يُحبون ربهم تبارك وتعالى ويحبون لكل الناس أن يُحبوا ربهم كما أحبوه وأن ينعموا بقربه كما نعموا ؟؟!!!
تُرى هل يستطيع ذلك؟؟؟
أم أن جواذب الماضى بكل ما فيه من بُعد وإنحراف ورفقة سوء قد تجذَرت فى حياته وسولَ له الشيطان أنه لن يصلح لطريق الهداية ولن يستطيع الفكاك من أسر شهواته؟؟!!!!
والحمد لله رب العالمين..
حياكم الله جميعاً.....
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ....وبعد...
أخى الحبيب ...أختى الكريمة :::
تعالوا لأصطحبكم فى جولة إيمانية ، أُخاطب فيها عقلك الفطن ، وقلبك المؤمن ، لتعلم مدى حاجتك إلى سلوك طريق الله ، فأعرنى قلبك وعقلك يا رعاك الله !!!
_أولاً:: لهذا خُلقت::
أتدرى أخى الكريم وأختى الفاضلة ...لما خلقنا الله ؟؟
تُرى هل خلقنا لنلعب أو لنأكل أو لننكح ؟؟!!
هل خلقنا المولى سبحانه ليعيش الواحد منا لنفسه وفرجه وبطنه؟؟!!!
كلا كلا!!!!
اسمع معى كلام ربك ، بأذان قلبك ، وهو يُخاطبنا مُحذراً فيقول سبحانه {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115
فما كان الله بجلاله وعظمته وحكمته ليخلق كل هذا الخلق سدىً وهملاً بل خلقهم لغاية عظيمة بيَنها لهم جل وعلا فى قوله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
فقد خلقنا لأمرٍ عظيم ، وخطب جلل ، خلقنا لعبادته سبحانه وتعالى وتوحيده ، خلقنا لحمل أمانة التكليف التى عُرضت على السماوات والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان فكان ظلوماً جهولاً إذا ضيعها ....
تلك الأمانة التى جعلت رسول الله_صلى الله عليه وسلم _ يقول لصحابته الكرام ((إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطَت السماء ، وحُق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجداً ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))...
ولله دُر من قال ::
أما والله لو علم الأنام لِما خُلُقوا لما هجعوا وناموا
ممات ثم حشر ثم نشر وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشر قد عملت أناس فصلَوا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أُمرنا أو نُهينا كأهل الكهف أيقاظٌ نيام!!!!!!!!!!!!
أخى الكريم ....أختى الكريمة ::..
سل نفسك :: هل أنت عبد لله حقاً؟؟؟
هل أدَيت حق الله عليك ؟؟!!
انظر لقول حبيبك رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الذى يُبين لك عِظم هذا الحق فيقول (( لو أنَ رجلاً يُجرُ على وجهه من يوم وُلد إلى يوم يموت هرماً فى مرضاة الله عزوجل لحقره يوم القيامة)))
وذلك لما يرى من عِظم حق الله تعالى عليه وفضله الذى لا يُحصيه العد ولا يحصره الحد...
أتذكر يوم أن لم تكُ شيئاً مذكوراً ثم كنت ، خرجت من ظلمة العدم إلى نور الوجود ، وخُلقت فى أحسن تقويم وأفضل صورة ثم تولاَك ربك فى كل مراحل عمرك يغذوك بنعمه ويربيك بإحسانه !!!!
سخَر لك الكون بأسره ..فالأرض لك فراش ومهاد ....والسماء لك سقف وغطاء ...والشمس لك دفء وضياء ....والمياه تنزل من السماء لتكون لك سقاء ورواء ....
وأعظم من ذلك كله أن خلقك ((مسلماً موحداً)) فجعلك من خير أمة أُخرجت للناس ، ونجاك من ظلمات الشرك والكفر وأنت بعد جنين فى بطن أمك {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات17
فهل بعد هذه النعم الغزيرة يليق بمؤمن أن يُعرض عن طريق الله وأن يتردد فى سلوك طريق الهداية ، فيُقابل إحسان ربه بالإساءة والإعراض ؟؟!!!
فسبحانه ما ألطفه وأحلمه من إله كريم حليم !!!!
ولتعلم علم اليقين أنَ حق الله تعالى علينا أعظم من أن نوفيه مهما بلغ إحساننا وخيرنا حتى أنَ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول((لن يُنجى أحداً منكم عمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟؟ قال ::ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة )))
فحق الله أعظم من أن يوفيه مخلوق لولا أنه سبحانه _لعظيم كرمه وجوده_ يرضى من عباده باليسير من العمل ، فيزكيه بفضله ويتقبله برحمته لكنه مع ذلك جعل تلك الرحمة "حِكراً على المحسنين من عباده" الذين بذلوا طاقتهم واستفرغوا وسعهم فى تحقيق عبوديته وطلب مرضاته فقال تعالى {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56
ولهذا فإن رسولنا الكريم الذى أخبرنا أنه لن يدخل أحدنا الجنة بعمله إلا أن يتغمده برحمته ، هو الذى كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان كما أنبأنا بذلك "المغيرة بن شعبة" _رضى الله عنه_ عندما قال :: قام النبى _صلى الله عليه وسلم_ حتى تورَمت قدماه ، فقيل له::: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال ((أفلا أكون عبداً شكوراً ))
هكذا كان حال أشرف عبد خلقه الله تعالى بل وما نال ذلك الشرف إلا بصدق العبودية لله تعالى وحده ...
فليس شىء أشرف من العبودية ولا اسم أتم للمؤمن من الإسم له بالعبودية ولذلك قال سبحانه وتعالى فى وصف النبى_صلى الله عليه وسلم_ ليلة المعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
وقال تعالى {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }النجم10
فلو كان اسم أجلَ من العبودية لسماه به ....
والحمد لله رب العالمين....
اللهم ان لنا أحبه فيك.. اخوة ارتبطوا بنا باخوة خالصة لوجهك الكريم.. ضربوا أروع الامثلة في اخائهم ووفائهم وغايتهم.. حملوا في قلبهم الطاهر أجمل القيم الاسلامية النبيلة صفت نفوسهم... وسمت ارواحهم باخوة صادقة وود صافي لاخوانهم ودعوات مفعمة بنور الاخوة وشذاها العطر.. طابت لنا الحياة باخائهم... وتواجد غرسهم الطيب الذي ينشر الضياء والسرور في كل آن... فاللهم آتهم من الدنيا سعادتهم... وسدد في الخير مسيرتهم... واحفظ بين خلقك كرامتهم... وعطر بين الناس سيرتهم .. وبارك لهم في ايامهم... وتقبل دعواتي لهم.. امين
_________________
عطر الله أيامك برياحين الجنة
وظللك بأغصان بساتينها
وسقاك من زلال كوثرها
وجعلك من المغتنمين لوقتها
بكثرة الصلاة على الحبيب المصطفى
الناجين في يوم النفخ والحشر
الثابتين على الحق
حتى لقاء حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
حياكم الله ...
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ...وبعد...
نستكمل ما بدأناه سائلين المولى فى علاه أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به إنه بكل جميلٍ كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
ثانياً::هل تُريد السعادة؟؟؟
أخى الحبيب ....أختى الكريمة ::..
هل تبحث عن السعادة ؟؟....
تلك الغاية الغالية التى يشترك الناس جميعاً فى طلبها والسعى لتحقيقها ، يجمع المال من حله وحرامه تارةً ، وبإهلاك الصحة والوقت فى تناول الشهوات من الحلال والحرام تارةً أخرى !!
دعنى أسألك :: كم سنة عشتها وأنت بعيد عن ربك؟؟!!
كم مرة نلت فيها ما اشتهته نفسك مما حرم الله تعالى؟؟!!
كم مرة اقترفت من الزلات بحثاً عن السعادة؟؟!!
فهل ذقت حقاً طعم السعادة الحقيقية؟؟!!!!!!!
أخى الحبيب ...أختى الكريمة ::...
مهما انتهب الإنسان من الشهوات واللذات ، ومهما أُتى من زينة الحياة الدنيا ، فإنه لا يستطيع أن يحوز السعادة طالما كان مُعرضاً عن طريق الله ، ولو كانت السعادة بمقارفة الشهوات لكان الغرب أسعد الناس ولكنى أحيلكم على إحصائياتهم هم عن أنفسهم فترى العجب العجاب من جنون وشذوذ وإنتحار وأمراض نفسية !!!
ولله در الإمام "ابن القيم" _قدَ الله روحه_ حين قال ::
((فى القلب شعث لا يَلُمُه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشه لا يُزيلها إلا الأُنس به فى خلوته ، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته ،وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يُسكنه إلا الإجتماع عليه ، والفرار منه إليه ...
وفيه نيران حسرات لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون وحده مطلوبه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ، ودوام ذكره ، وصدق الإخلاص له ، ولو أُعطى الدنيا وما فيها لم تُسد تلك الفاقة منه أبداً))) انتهى كلامه
إى وربى صدقت يا أيها الإمام "ابن القيم" (( ولو أُعطى الدنيا وما فيها لم تُسد تلك الفاقة منه أبداااااً))
وانظر ما كان من أحد الصالحين _رحمه الله_ ،عندما جرب سلوك الطريق إلى الله ،ثم عاد ليُنبيك بخلاصة تجربته ،فى صورة رثاء لكل من فاتته سعادة القرب من ربه فقال ((مساكين أهل الدنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها !!
قالوا::ما أطيب ما فيها ؟؟
قال :محبة الله والأنس به ،والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عما سواه!!))
يالروعة هذه الكلمات وأصدقها يا صحبة الخير !!!!
فوالله لا عيش إلا عيش من أحب الله وسكنت نفسه إليه ، وإطمأن قلبه به واستأنس بقربه وتنعم بحبه ومن لم يكن كذلك فحياته كلها هموم وغموم ألام وحسرات ..
وأما تلك السعادة الخادعة ، واللذة الوهمية التى يشعر بها من وقع فى شِراك الشهوات فإنما هى "سكرة المعصية" وسرعان ما تتحول إلى شقاء وتعاسة وضيق وضنك ، كما توعد الله كل من عصاه وأعرض عن طريقه ...
واسمع إلى قول ربك جل وعلا حين قال
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124
وأما السعادة الحقيقية ، فلا والله لا ينالها إلا من عرف الله تعالى وسلك على طريقه ،فهو سبحانه الذى يملك القلوب وهو القادر أن يًسكب السعادة فى قلبك سكباً كما وعد سبحانه فقال {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
*من ذاق عرف ::...
واسمع أخى الحبيب وأختى الكريمة إلى كلمات بعض من ضيَعوا أعمارهم طلباً للسعادة الوهمية فى نيل شهوات النفس الأمارة ومبارزة لمولاهم بالقبائح والزلات ،فتاهوا فى دروب الشقاء والتعاسة إلى أن أشرق نور الهداية فى قلوبهم ، فعرفوا طعم السعادة الحقيقية ، فانبرت كلماتهم الصادقة تصف تلك التجربة وتدلك على الطريق ولا يُنبئك مثل خبير ::
1_كنت أبكى ندماً على ما فاتنى من حب الله ورسوله ..وعلى تلك الأيام التى قضيتها بعيدة عن الله ((إمرأة مغربية أصابها السرطان))
2_وعزمت على التوبة النصوح والإستقامة على دين الله وأن أكون داعية خير بعد أن كنت داعية فساد وشر وفى ختام حديثى أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول ""يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة فى سفر ولا المخدرات واللهو مع الفتيات ،لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا فى الإلتزام والإستقامة ، فى خدمة دين الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ....ماذا قدمتم يا أحبة للإسلام ؟؟
أين أثاركم؟؟
أهذه رسالتكم؟؟
شباب الجيل للإسلام عودوا *** فأنتم روحه وبه يسود
وأنتم سر نهضته قديماً ******وأنتم فجره الزاهى الجديد
3_وهذه فتاة تائبة تقول::
"كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله ،منغمسة فى ملذات الدنيا وشهواتها ، أن عودى يا أخيَة ، فواله إن السعادة كل السعادة فى طاعة الله""
4_وأخرى تقول::
"وختاماً ::أقول لكل فتاة متبرجة ::أنسيتِ أم جهلتِ أن الله مُطلعٌ عليكِ ؟؟!
أنسيتِ أم جهلتِ أم تجاهلتِ أن جمال المرأة الحقيقى فى حجابها وحيائها وسترها ؟؟""
5_وأخرى تقول::
"وانتهيت إلى يقين جازم حاسم أنه ::لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة إلا بارجوع إلى الله ، واليوم أتساءل :: (كيف كنت سأقابل ربى لو لم أتوب وأرجع إليه؟؟))!!!
هذه كلمات بعض من رجع وأناب إلى ربه وهى والله لا تحتاج إلى تعليقى فهى أوضح وأقوى من أن أعلق عليها ....
والحمد لله رب العالمين..
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ...وبعد...
نستكمل ما بدأناه سائلين المولى فى علاه أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به إنه بكل جميلٍ كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
ثالثاً:: أنين الإسلام ...
أخى الحبيب ....أختى الكريمة ...
هل أتاك نبأ أنين الإسلام؟؟
أنصت قليلاً بأذان قلبك ، تسمعه فى أنَة أم ثكلى فقدت طفلها ....وتراه فى صرخة عذراء مسلمة انتهك عرضها .....وتشعر به فى بكاء طفل مسلم ذاق مرارة اليُتم بعدما ذُبح والداه .....تلمحه فى كل قطعة تُنتقص من أطراف أرض الإسلام ، فى كل مسجد داهمه أعداء الدين بدبَاباتهم ومجنزراتهم ، فى كل بقعة مسلمة دنسوها برجسهم !!
أخى الحبيب ...أختى الكريمة ...
أما ترى الجياع الأكلة وقد تكالبوا على قصعة الإسلام ، يُمزقون كل يوم قطعة من جسد أمتنا الحبيبة يضمونها إلى حظيرة الكفر؟؟!!
أما تُحرك مشاعرك أراضينا التى اغتُصبت ، وأعراضنا التى انتُهكت ، وإخواننا الذين يُسامون سوء العذاب بيد أعداء الإسلام فى فلسطين والعراق والهند والشيشان و....و....و.... من بقاع الأرض؟؟!!!!!
حتى أنك لو وضعت إصبعك على خارطة العالم بشكل عشوائى لوقعت على خط أحمر ينزف بدماء المسلمين ، فكيف يغمض لك جفن ودينك فى كل مكان يُحارب؟؟
أم كيف تهنأ بشهواتك وملذاتك وعرض الإسلام فى كل بقعة يُراق؟؟!!!!
كيف تقعد ساكناً وتصم أذنك عن صوت الأقصى الأسير ، الذى يستغيث وينادى بعد أن دنسه يهود؟؟!!!
أتدرى ماذا يقول إخوان القردة والخنازير عنى وعنك بعدما ألهتنا دنيانا وشهواتنا عن أمر ديننا ؟؟!!!
إنهم يقولون(( محمد مات ، خلف بنات .....محمد مات ، خلف بنات))!!!!...
أخى الحبيب ....أختى الكريمة...
لقد لحق سيدنا "محمد"_صلى الله عليه وسلم_ بعد أن قلَد كل مسلم وراءه أمانة الدين فى عنقه ، فماذا فعل المسلمون فى هذه الأمانة؟؟!!!
لقد ضيَعوا أمانة الإسلام ومسئولية الرسالة_إلا من رحم ربى من الطائفة المنصورة_!!
أما غالبنا ألهتم شهواتهم وأهواؤهم عن ذكر الله ، سفُلت الهموم وانحطت بهم الهمم فأصبح شبابنا _إلا من رحم الله_ قصارى أمانيهم ((فتاة حسناء ومرتب مجزٍ وسيارة فارهة))...
يسهر أحدهم الليل كله يُفكر فى صديقته التى تركته أو صاحبه الذى هجره تسيل دموعه من سماع أغنية أو رؤية مسرحية !!!!
أما دينك يا رسول الله !!!
أما أمتك يا رسول الله!!!
أمَا أعراض نسائنا يا رسول الله !!!
أما مقدساتنا يا رسول الله!!!
فكل هذا لا بواكى عليه !!!!
آآآآآآآآآآآهٍ يا رسول الله ، لو بُعثت الأن ، ورأيت أمتك من بعدك ::
لما عرفت منَا غير قبلتنا !!!
فشبابنا _إلا من رحم الله_ قد أسرتهم الشهوات !!!
ونساؤنا _إلا من رحم ربى_قد استعبدتهم الموضات !!
رجالنا فى غفلة ....وشيوخنا فى سكرة ....حكامنا فى تفرق .....وشعوبنا فى تشرذم .!
قدواتنا:: راقصون وراقصات !!!
نجومنا ::لاعبون ولاعبات !!!
بطولتنا ::أن ننتصر فى المباريات !!
وفوزنا ::أن نحوز الشهوات !!!!!!!!
إنه واقع مرير نحياه ، ونتجرع غصصه ليل نهار لكنه لن يزول بمجرد آهات وتوجعات ودمعات وصرخات .....
لن يزول هذا الواقع بالصيحات والمظاهرات وحرق أعلام الآعداء فى الشوارع والجامعات ، فإن هذا كله لن يُغير شيئاً بل هناك أمور فيها محذورات شرعية يقع فيها من يقوم بمثل هذه الأمور فضلاً عن إستنزاف الطاقات المتولدة فى لا شىء!!!
إنما يتغير واقع أمتنا المرير بعمل مثمر جاد بنَاء على وفق ما جاء به الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف الصالح فهذا هو السبيل الوحيد لعودة الأمة لأمجادها وقوتها ...
ولا يكون ذلك إلا حينما يبدأ هذا البناء منى ومنك ، بأن يعود كل منا إلى طريق ربه أولاً ، تستقيم على شرعه ويستضىء بنور هدايته ثم يمضى فى الدنيا ليصنع الحياة فى سبيل مرضاة الله فيتقن تخصصاً علمياً ينبغ فيه ويتفوق ويُعلى من خلاله راية التوحيد سواءاً كان داعية أو طبيباً أو رجل أعمال أو مهندساً أو أى عمل يرضاه الله ورسوله ...
فإذا تزودنا بزاد الإيمان وجمعنا إليه زاد الحضارة قامت هذه الأمة واستعادت أمجادها كما كانت أيام النبى وخلفاؤه ومن تبعهم بإحسان وعندها لن يتجرأ أىُ كلب من كلاب الأرض على أن يقترب من شبراً واحداً من أرض الإسلام...
والحمد لله رب العالمين....
أىُ الغادين أنت؟؟!!!
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ فيما أخرجه الإمام "مسلم" ((كلُ الناس يغدو ،فبائعٌ نفسه ، فمعتقها أو موبقها ))...
هكذا يضعك حبيبك "محمد"_صلى الله عليه وسلم_ أمام الخيار الخطير ،الذى سيتحدد على أساسه مصيرك فى الدنيا والآخرة ، فأنت منذ أن خُلقت وقطار عمرك قد أقلع من محطة الدنيا ، وسيصل حتماً إلى محطة الآخرة ، لتلقى فيها ربُك فيوفيك حسابك {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ }الانشقاق6
فإن العبد من حين استقرت قدمه فى هذه الدار ، فهو مُسافر فيها إلى ربه ، ومدة سفره هى "عمره" الذى كُتب له ....
فالعمر هو ::مدة سفر الإنسان فى هذه الدار إلى ربه تعالى ، ثم قد جُعلت الأيام والليالى مراحل لسفره ، فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل ، فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهى السفر ....
ثم الناس فى قطع هذه المراحل قسمان ::
_القسم الأول ::
*قسم قطعوها مسافرين فيها إلى دار الشقاء _والعياذ بالله_ ، فكلما قطعوا مرحلة منها ، اقتربوا من تلك الدار ، وابتعدوا عن ربهم ودار كرامته فقطعوا تلك المراحل بمساخط الرب ....فهؤلاء جُعلت أيامهم يسافرون فيها إلى الدار التى خُلقوا لها واستحقوها ، ومن ثم فهم مصحوبون فيها بالشياطين الموكلة بهم يسوقونهم إلى منازلهم سوقاً كما قال الله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }مريم83
ومعنى "تؤزهم " أى تهيجهم إلى المعاصى والكفر وتسوقهم سوقاً....
_القسم الثانى::
*قطعوا تلك المراحل سائرين فيها إلى الله وإلى دار السلام وهم ثلاثة أقسام ((ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات بإذن الله )) وهؤلاء كلهم مستعدون للسير ، موقنون بالرجعى إلى الله ولكن متفاوتون فى التزود وتعبئة الزاد وإختياره وفى نفس السير وسرعته وبطئه !!!
_فالظالم لنفسه:: مُقصَر فى الزاد ، غير آخذ منه ما يُبلغه المنزل ، لا فى قدره ولا فى صفته بل مفرط فى زاده الذى ينبغى له أن يتزوده ، ومع ذلك فهو متزود بما يتأذى به ف ى طريقه ويجد عاقبة أذاه إذا وصل المنزل بحسب ما تزود من ذلك المؤذى الضار ..
_المقتصد:: اقتصر من الزاد على ما يُبلغه ، ولم يشد مع ذلك أحمال التجارة الرابحة ولم يتزود ما يضره فهو سالم غانم لكن فاتته المتاجر الرابحة وأنواع المكاسب الفاخرة ...
_السابق بالخيرات :: همه فى تحصيل الأرباح وشد أحمال التجارات ،لعلمه الربح الحاصل ، فيرى خسراناً أن يدخر شيئاً مما بيده ولا يتاجر به ، فيجد ربحه يوم يغتبط التجار بأرباح تجاراتهم....
والآن أخى الحبيب .....وأختى الكريمة
فهذا صراط الله مستقيماً وذاك سبيل الغواية معوجاً .....فأى السبيلين تختار؟؟!!
أتختار طريق الله تعالى ، فتعيش فى الدنيا فى كنفه ورعايته ، معاناً بمدده سبحانه فى شأنك كله ثم تهنأ فى الآخرة بروح وريحان وجنة نعيم ؟؟!!
أم تقطع الطريق فى هذه الدنيا سالكاً سبيل الغواية ممتطياً سبيل الشهوات والملذات ...تعيش فى الدنيا ولم تعرف لله عليك حقاً ، فتحيا فى تعاسة آناء الليل والنهار ؟؟!!
أرجو من الله أن تنادى بأعلى صوتك وتقول أنك ستسير فى طريق الله تعالى وعندها أقول انتظرنى فى الجزء الثانى من هذه السلسلة المباركة إن شاء الله ....
والحمد لله رب العالمين
فستذكرون ما أقول لكم....وأفوض أمرى إلى الله ....إنَ الله بصيرٌ بالعباد ...
لا تنسونا بدعوة صالحة بظهر الغيب ....
وانتظرونا مع الجزء الثانى من سلسلة ""الطريق إلى الله "" إن شاء الله ...
الحمد لله العلى الكبير والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغُرُ الميامين وعلى التابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين ....وبعد...
_أومن كان ميتاً فأحييناه ((ما أروع الحياة فى كنف الله !!!))
ترددت هذه الكلمات فى نفس صاحبى بعد أن أدى صلاة الفجر "جماعة" ، فى بيت من بيوت الله ، وهم يقول أذكار بعد الصلاة ، سابحاً فى ذكريات قريبة ، لم تمض عليها سوى فترة يسيرة جداً..
*ذكريات تائب::...
ومضى صاحبى يتذكر ، يتذكر تلك اللحظة التى أحياااه الله تبارك وتعالى فيها من جديد ....يوم أن ودَع حياة البُعد والعصيان ، وذاق حلاوة الإيمان ، بعد أن كاد يموت فى حادثة غرق ، تماماً كما مات قلبه من قبل ، غرقاً فى لجج المعاصى والآثام !!
ما زال يذكر كيف أنجاه الله تعالى من تلك الحادثة ، لتتغير من بعدها حياته تماماً ، فلقد كانت تلك اللحظة بمثابة ((زلزال عنيف)) ، هزَ فى قلبه بقية إيمان كاد أن يموت!!! لولا أن تداركه نعمة من ربه ، لنبذ فى عراء الشقاء وهو سقيم بأدواء البعد والحرمان !!!
نعم تذكر يوم أن مضى إلى بيته ، ودخل حجرته ، ليجد تلك الصور القبيحة التى زيَن_بل قبَح_ بها جدران الغرفة ، فجعل يُمزقها ويبكى !!!
ظلَ يبكى على ليالٍ انقضت فى بُعدٍ عن ربه ، وأيام مضت فى انتهاك لمحارم الله ..ومقارفة لموبقات ...فما أشقاااااها من حياة!!!
مزق صاحبى تلك الصور ، وتخلَص من هذه الشرائط والأفلام ، رمى كل ذلك فى سلة المهملات ، ثم ارتمى على فراشه يجهش بالبكاء ، وهو يهتف::
(( يارب ...يارب...يارب ، طالما عصيتك .... فهل تقبلنى ؟؟!!
....يارب...يارب ، طالما بارزتك بالقبيح ....فهل تُسامحنى؟؟؟!))
وهنا يأتيه النداء الرقراق ، وكأنما الله تعالى يريد أن يُذيقه برد الإجابة ، بعد أن ألهمه حلاوة النداء !!!
فإذا بصوت المنادى لصلاة الفجر ينادى ((حى على الصلاة ....حى على الفلاح))
وكأن الله تعالى يناديه :: يا عبدى ، عصيتنا فأمهلناك ، وإذا عُدت إلينا قبلناك ، فتعال إلى بيتى إلى حيث النور ، تعال واغترف منه ليُبدد ظُلمات الماضى ولتحيا حياة الطُهر والنقاء لتذوق طعم الراحة والسعادة بعد طول البعد والتردى فى دروب الشقاء .....
وعند هذا الحد من الذكريات ، لم يتمالك صاحبى نفسه ، فإذا بدموعه تسيل على خديه وهو يتلو بقلبه قبل لسانه قوله تعالى {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا...))
والحمد لله رب العالمين ...
هذه هى مقدمة الجزء الثانى من سلسلة "الطريق إلى الله" بفضل الله تعالى وكرمه ومنه ويعلم ربى مدى ترددى فى طرحها فأنا أعتقد إعتقاداً جازماً لا يشوبه أدنى شك أو ريب أنه لا ينبغى أن يتكلم فى مثل هذا الموضوع إلا من توفرت لديه الأهلية علماً وعملاً وحالاً بل وقطع شوطاً طويلاً فى الإلتزام يستطيع أن ينصح من خلاله غيره ، ولست بالطبع هذا الرجل ولا عُشر معشاره _نسأل الله الستر_ والله المستعان...