بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تريد الثوره من مصر ؟ ؟ ؟
رغم أننى لم أكن من شباب ثورة يناير الذين خرجوا فى البداية، ورغم أننى من المؤيدين لكل خطوات القضاء على الفساد ومحاكمة جميع الفاسدين.. ولا أستطيع وصف سعادتى فى الحكم المبدئى والتاريخى على العادلى؛ لكننى أبدًا لن أؤيد ما حدث مؤخرًا فى ميدان التحرير.. ولن أتعاطف مع كل من حاول إلقاء زجاجات المولوتوف على رجال الشرطة، ولا أى مواطن عادى.. حتى ولو وصف نفسه بانتمائه لشباب الثورة.
وأتساءل: أى ثورة تلك التى تؤدى إلى انتهاك بلدنا والقضاء على هيبة الدولة؟ أى ثورة تلك التى تريد أن تستمر الاعتصامات بلا هدف.. وأن تعكر الإضرابات صفو مسيرة العمل اليومى؟
وأريد أن أطرح سؤالاً يقلقنى ويحيرنى: هل شباب الثورة القائمون بكل هذه الاعتصامات والداعون لوقف حال البلد لديهم عمل ثابت يذهبون إليه كل يوم؟
هل هم مسؤولون عن الإنفاق عن أسر، أم أنهم من الذين ينتظرون المصروف من بابا وماما، أم أنهم يعيشون على ما ترسله السماء لهم من طعام وشراب من المتضامنين معهم، والذين لا يعرفون أن نهضة مصر وإعادة بنائها لن تكون إلا بالعمل ثم العمل ثم العمل؟
إلى شباب الثورة والمطالبين باستمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب: أى مطالب؟ أن يتم القبض على الفاسدين ومحاكمتهم؟ وهل يحدث غير ذلك؟ ألم تمتلئ السجون بكبار المسؤولين، والبقية تأتى؟ ألم تصدر أحكام تجاه عدد من هؤلاء المذنبين بالفعل؟ إذن فأى مطالب؟!
إلى كل من يحب مصر، إلى شباب الثورة وكل ائتلاف وطنى يدرك قيمة الوطن.. يدرك قيمة العمل، يدرك قيمة الوقت، تعلموا مما قاله (مهاتير محمد) رئيس وزراء ماليزيا السابق منذ عدة أيام مباركًا الثورة المصرية: (كثرة الاعتصامات والإضرابات تضر بالاستثمار والاقتصاد المصرى). هذا الرجل الذى حول ماليزيا الفقيرة المعدمة إلى دولة تنافس الدول الصناعية الكبرى فى كل قطاعات الإنتاج.. ألسنا نحلم بأن نكون مثل ماليزيا فى يوم من الأيام.
أدعو كل شباب الثورة والمنتمين لكل ائتلاف ثورى أن يمسكوا ورقة وقلمًا ليسجلوا ما تم إنجازه وما يجب علينا الفترة القادمة.
هذه الوقفة نحن جميعًا كمصريين نحتاجها.. فالصمت والتأمل والتفكير تحتاجه الثورة مثل الاعتصام والإضراب وتوقف عجلة الإنتاج !!
الثورة تريد من مصر أن تصبح دولة قوية.. أن تكون بلدًا ديمقراطيّا بالقانون وليس بمخالفة القوانين.
الثورة تريد من مصر الاستقرار، ولن يأتى إلا بمحاسبة النفس.
بتفعيل الترابط بين كل المصريين لا فرق بين مواطن ومسؤول، الكل سواء فى خدمة مصر.. والله أعلم.