بسم الله الرحمن الرحيم
فضل الحمد لله
قوله سبحانه وتعالى: "الحمد لله"
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا قال العبد الحمد لله قال صدق عبدي الحمد لي).
وروى مسلم عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها).
وقال الحسن: ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها.
وروى ابن ماجة عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ).
وفي (نوادر الأصول) عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك).
وروى ابن ماجة عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم:
(أن عبدا من عباد الله قال :
" يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
فعَضَلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها،
قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده، ماذا قال عبدي؟
قالا : يا رب إنه قد قال " يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك " .
فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها .
)قال أهل اللغة: أعضل الأمر: اشتد واستغلق )
وروي عن مسلم عن أبي مالك الأشعري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض) وذكر الحديث.
وروي عن ابن عباس أنه قال: الحمد لله كلمة كل شاكر.
وإن آدم عليه السلام قال حين عطس: الحمد لله.
وقال الله لنوح عليه السلام:
"فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين" [المؤمنون: 28]
وقال إبراهيم عليه السلام:
"الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق" [إبراهيم: 3].
وقال في قصة داود وسليمان:
"وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين" [النمل: 15].
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم:
"وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا" [الإسراء: 111].
وقال أهل الجنة:
"الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن" [فاطر: 34]. "وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين" [يونس: 10].
فهي كلمة كل شاكر.
معنى الحمد
ــــــــــــــــــــــــ
و الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان. وعلى هذا الحد قال علماؤنا:
الحمد أعم من الشكر، لأن الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر، والجزاء مخصوص إنما يكون مكافأة لمن أولاك معروفا فصار الحمد أعم في الآية لأنه يزيد على الشكر.
ويذكر الحمد بمعنى الرضا يقال: بلوته فحمدته، أي رضيته. ومنه قوله تعالى: "مقاما محمودا" [الإسراء: 79].
فمعنى "الحمد لله "
أي سبق الحمد مني لنفسي أن يحمد نفسه أحد من العالمين، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة، وحمدي الخلق مشوب بالعلل.
قال علماؤنا: فيستقبح من المخلوق الذي لم يعط الكمال أن يحمد نفسه ليستجلب لها المنافع ويدفع عنها المضار.
وقيل: لما علم سبحانه عجز عباده عن حمده حمد نفسه بنفسه لنفسه في الأزل فاستفراغ طوق عباده هو محمل العجز عن حمده.
ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله: (لا أحصي ثناء عليك).
وأنشدوا:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت كما نُثني وفوق الذي نثني
وقيل: حَمِد نفسه في الأزل لما علم من كثره نعمه على عباده وعجزهم على القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم، لتكون النعمة أهنأ لديهم،
حيث أسقط به ثقل المنة.
سبحانك لا نحصى ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .