حسن البنا ..الجزء الأول...

بسم الله الرحمن الرحيم

وانا أبحث فى هذا الموضوع ..شعرت بالفخر والضيق فى نفس الوقت ..أولا الفخر بتاريخ بلادنا العظيمه
ليس لأنى أنتمى لها ولكن أى من يقرأ هذا التاريخ سيشعر بقدم وعظمة تاريخ مصر وشعرت أيضا بالضيق
بسبب
بعض الذين لا يفهمون شيئا فى التاريخ ولا يقدروه ويأخذون من كل كتاب صفحة
ومن كل صفحة كلمه ثم يطلقون على ما يكتبون أنه أعمال تاريخيه والأعجب أنهم
يتم تكريمهم والذيع لصيتهم على انهم كاتبى قصص ومؤلفات.....حتى لا أطيل لكن
قبل أن أبدأ أكرر للمره الثانيه أنى لا مصلحة لى فى الموضوع فأنا لا أنتمى
للإخوان ولا أنتمى للحزب الوطنى ...ولكن أتمنى ان أجد نقاشا جادا ومحترما
فى كل كلمه أكتبها وأنا أزعم أن معى صور ووثائق لا يمتلكها الكثيرون من
الإخوان المسلمين أو يمتلكها فقط العشرات منهم
لذا كنت أتمنى ولو أنى
أعرف أنه صعبا ..أتمنى أن أجد عشرات الأراء من الذين ينتمون لجماعه الإخوان
والذين ينتمون لحزب الوسط والذين ينتمون لليسار أيضا ...وياليتهم يناقشون
هذا الموضوع فى ساحاتهم وفى مواقعهم ومنتدياتهم ثم أحب ان أسمع رأيهم
بالتأييد أو الرفض ..بالنقد أو الأستحسان ..وفى النهايه أحب ان أسمع رأى
الجميع....وأتمنى نشر هذا الموضوع فى أكثر من محور ومنبر وفى أكثر من
مكان....

المنطق فى التناول هنا أننا سنأخذ رأى كافة الأتجاهات ثم سنبدأ فى تحليل التاريخ والأدله حتى نرى أى أتجاه منهم أكثر صدقا

يقول الدكتور عصام العريان
كان
شابا ذكيا فطنا وكانت له دعوه ساميه وهدف جليل يريد تحقيقه وكان يهدف لمنع
المعاصى وإحياء الدين وكانت له قضيه كبرى هى قضية القدس وفلسطين

كان
حسن البنا شابا شديد الذكاء فطن ...داهية ..يجيد فن الخطابه واللغه ولديه
هدف محدد وهو القفز والصعود والشهره ..كان يدرك بواطن الناس ويلعب عليها
..كان شخص مبطن ..يظهر عكس ما يخفى ..وكان له فكر متشدد إسلامى أستطاع
بدهاء ومكر ان يغرزه فى أتباعه ومريديه

يقول اللواء فؤاد علام مساعد رئيس جهاز امن الدوله سابقا

كان
حسن شديد الذكاء وخطيب لازع وجذاب أجاد اللعب على المفاهيم الأجتماعيه
التى يريدها الناس مثل الجهل والفقر والمرض ومزج الشعارات الوطنيه
والأجتماعيه وكان له مبدأ أن يظهر عكس الباطن ويحل الكذب للوصول للهدف

يقول الشيخ محمد حسين يعقوب (ومعنا التسجيل بنص كلامه لمن يريده )

دعوتنا
هى دعوه معصومه لأن ليس لها منظم أما دعوه حسن البنا فهو وضع أصولها ودعوة
الجماعه الإسلاميه لها أصولها التى تم وضعها وعلى ذلك كل الجماعات الأخرى
غير جماعة السلفيه..الخ

أى انه يرى أن حسن البنا أقام دعوة وضعيه مقابل دعوه السلفيه وهذه وجهه نظره فى حسن البنا

ووضعته منفصلا عن رأى السلفيه لأنه مختلف عنهم تماما

يقول الدكتور راغب السرجانى بالحرف الواحد ومعنا التسجيل لمن يريده

سأقول
شهادة للتاريخ ..الوحيدون الذين نصروا الإسلام وحاولوا نصرة الدين فى
العصر الحديث هو إخوان حسن البنا وهم رجال من مصر وسوريا والأردن والعراق
دربهم حسن البنا وطلب منهم ان يذهبوا لتحرير فلسطين من الصهيونيه ووصلوا
الى القدس التى كانت يومها منطقه دوليه وأنتصروا الأنتصار تلو الأخر
وحاصروا الصهاينه فى القدس وكان من الممكن أن ينتصر المسلمون ويمحون
إسرائيل من الوجود -وهذا بقياده حسن البنا - إلا أنه صدر قرار مفاجىء من
ملك الأردن فى ذلك الوقت وملك مصر بإرسال جيوش بدلا من جيش حسن البنا تسلمت
منه المهام وحاصرت هى القدس وبعدها أمرت أتباع البنا بالعوده الى بلادهم
وتمت هدنه بين الجيوش العربيه وأسرائيل تم بعدها منح الجيوش العربيه أسلحه
فاسده وضاعت فلسطين وضاعت القدس وعاد جيش الإخوان الذى كان قد حقق أنتصارا
وبعد ان عاد هذا الجيش الى بلاده تم اعتقال كل من كان فيه .

بعيد عن رأى رجال الشرطه والأمن ونظرياتهم ورأى السلفيين وشيوخهم ورأى الإخوان وأتباع البنا الحاليين
هيا سويا نبحر فى مياه التاريخ والحقيقه التى دونتها الأدله والمراجع الصحيحه حتى نقترب أكثر من الصواب
وأعدكم بصور ووثائق لم تروها من قبل


حتى
نعرف صفات شخصيه الشاب حسن البنا صاحب ال 22 عام سنتناول حياته منذ المولد
وحتى عمر ال 22 أما نصف عمره الأخر فسيتم وصفه بالتفصيل فى الأجزاء
القادمه إن شاء الله

لما كانت نظريات علم النفس وقواعده تؤصل دور النشأه والبيئه فى الشخصيه وتكوينها فكان لابد ان ندرس نشأه حسن البنا

ولد
حسن البنا فى قريه مصريه وليس فى مدينه وهى قريه تقع على فرع رشيد...لأم
مصريه بسيطه كان والدها تاجر مواشى وكان أبوه يشتغل مأذونا شرعيا ويعمل
أيضا بتصليح الساعات القديمه

وهذه صورة لأم حسن البنا


وهنا
وقفه ..إذن حسن البنا كان من أسره فقيره ولد فى الريف المصرى وشىء أخر مهم
وهو والد حسن البنا فجميعنا نعرف بان المأذون الشرعى قديما كان شيخا له
ثقافه دينيه واسعه كما ان والده كما يبدو كان رجل صاحب مبدأ لأنه كان يعمل
فى تصليح الساعات من أجل ان يكتسب رزقه وهنا نرى ان شخصية الأب كانت تجمع
بين التدين والكفاح والفقر وصفات الفلاح والريف المصرى وبالتأكيد ان هذه
الخلطه السحريه كان لابد ان تؤثر فى حسن البنا

أى ان كل الجدل هذا وكل ما فعله البنا كان فقط فى عمر 43 سنه !!!

لو نظرنا للأعلى سنجد ان الجميع اتفق على ان حسن البنا كان ذكى ولم يكن البنا بشخص غبى أو تافه
وأدعوكم لوضع مائه خط تحت صفة ذكى لأنها نقطه مهمه ودليل قاطع فى الأجزاء القادمه

ولكن أختلف المفسرون فى توضيح نقطه الذكاء ..فبعضهم قال أن الذكاء هذا كان ذكاء وطنى مخلص مدافع عن الحق

أما القسم الأخر فقال أنه ذكاء الشر والمكر والتدبير السىء

والواقع أن الذكاء صفه تقبل الخير وتقبل الشر

الصفه الأخرى التى تم الاتفاق عليها هو القدره على الخطابه والتأثير فى الناس والشخصيه القويه
وهى أيضا صفه تقبل الشر وتقبل الخير

فبغض النظر إذا كان البنا موسى أو فرعون فنحن هنا نتفق على ان البنا هو شخص ذكى فطن قوى الشخصيه ليس غبى او أهوج او مائع

بمعنى
أخر ..هل كان البنا يتلقى دعما ماديا أو لوجستيا لتحقيق أهدافه والواقع أن
هذه اتهامات ذكرها العديدون وسوف نتناولها فى الأجزاء القادمه إلا أن بحثى
فى طفولته وشبابه وجد دليلا لصالحه يكذب هذه الأراء فحسن البنا كان طفل لا
يتجاوز مرحله البلوغ بعد او على الأكثر المراهقه وفى هذا السن أشترك فى
كافة التشكيلات الإسلاميه وأنشأ مع زملاؤه جمعيه منع المحرمات فى دمنهور
وهى مدينه مصريه مشهوره فى محافظه البحيره

والصبى الذى يؤسس جماعه
لمنع المحرمات ..اعتقد انه من الغباء أن نتهمه بعد ذلك بالرذيله ومن التسرع
الفكرى ان نتهنه بعد ذلك بأنه صاحب أجنده او مدعوم لوجستيا فهذه التهمه
يبدو انها سقطت شكلا وموضوعا منذ اللحظه الأولى ولكن بقى العديد من
المبهمات التى لم تسقط بعد

من الأمانه العلميه أن نقول ان البنا شارك فى الجمعيه الصوفيه الحصافيه وهو شاب فى سن المراهقه الفكريه
وفى
الواقع ان هذا هو خيط قوى يمسكه ضده السلفيون فالبنا كتب فى مذكراته أنه
كان يذهب ليصلى الجمعه فى مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى فى مدينه دسوق بكفر
الشيخ ...ولكن هل معنى هذا أن البنا صوفيا ؟؟
هذا هو السؤال الذى نطرحه بأمانه علميه ويرد عليه السلفيون بقوه... بكلمه نعم ...أما من يقفون فى صف البنا يردون... بكلمه لا

أما
من هو فى صف الحياد اعتقد ان رأيه بلا شك ان هذا ليس بدليل قوى على ان
البنا قضى حياته ومماته كرجل صوفى وأن هذه نظره ضيقه جدا جدا اذا ما تطلعنا
على باقى تاريخ هذا الرجل الذى يحوى من العجائب مثلا تقربه للأقباط
أنفسهم لذا فنظرة الى صلاه فى مسجد صوفى لا تعنى الجلد له بالضروره

نكمل
الجزأ الأهم وهو تفتح شخصية حسن البنا الذى قضى فترة تكوينه الفكرى على
وقت نهايه الحرب العالميه ..فلقد انتهت الحرب العالميه وكان وقتها لا توجد
أى دوله عربيه تتأثر بالأحداث العالميه سوى مصر
فباقى الدول العربيه
كانت منغلقه وبشده ولا نعرف عنها أى روايات تاريخيه فالتاريخ وقتها كان لا
يدون ولذا شعرت كمصرى بفخر ان بلدى كانت هى المعركه الحقيقه لتياريين
فكريين كان لكل منهما رواده وكل منهما يحاول أن ينتصر ونصره كان يعنى له أن
ينشر فكره فى مصر أى أن مصر كانت وقتها حجر الزاويه فى الشرق الأوسط
والعالم العربى

نشأت فى مصر ولأول مره البارات والمحرمات ومتاجر بيع
الخمر بل أكثر كانت هناك محلات مرخصه للزنى يذهب اليها الشباب ..وكانت
محلات مرخصه ورسميه !!!

وبدأ لأول مره فى مصر فى ذلك الوقت ظهور
محلات ليليه والأحتفال برأس السنه وكانت قبلها المرأه لا تخلع النقاب فى
مصر وكانت ترتدى جلبابا أسودا دائما وكانت ترتدى شىء على وجهها ولا تخرج من
منزلها الا للضروره

وفى هذا الوقت بدأت المرأه المصريه فى الخروج من بيتها وأيضا فى الخروج من ملابسها
فظهرت
النساء كاشفات الوجوه والأرجل وغيرها فى الشوارع وانتشرت ثقافه الهوانم
وبدأ الحجاب أصلا يختفى من المجتمع المصرى وبدأ شرب الخمر يصبح على أنه أمر
عادى

وبدأ المجتمع المصرى يهوى الى دائره من الفسوق من وجهة نظر
المحافظين أما الفئه الأخرى أو التيار الأخر فكانوا ينظرون لهذا على انه
كان تقدما وتفتحا على الحركه العالميه والمليه المنتشره فى ذلك الوقت

التيار
الأخر تيار محافظ دينى ...يريد ان يعيد الخلافه الإسلاميه التى سقطت من
جديد ..ويدعو المرأه للجلوس فى بيتها ويرى خروجها حرام ومشاركاتها حرام
وعملها حرام وصوتها حرام ...الخ

وبدأ الصراع على أشده فى مصر ...هذا الواقع الذى أصفه ووجدته فى كتب التاريخ ..نفاه الكثيرون ولكن إليكم الأدله بالصور

وهى صور لمجلات وجرائد مصريه قديمه وفيها إعلانات عن بيع الخمر وعن محلات الزنا والحفلات وهى إعلانات فى جرائد مصريه رسميه...







وهذا إعلان للخمر فى جريده رسميه


أى
أن هذا الأتجاه كان هو الأتجاه الرسمى أما الأتجاه المحافظ الأخر فهو هرب
وأشدد على لفظ هرب وأقصده ...هرب إلى المسجد ورفض الخروج منه ونعت الخارجون
بالضلال ...

لأن هذه البيئه هى البيئه التى نشأ فيها حسن البنا وترعرع
هى البيئه التى كبر فيها البنا ووعى عليها وتأثر بها..... بيئه الصراع

ولذا
فالبنا هرع الى الحركات الإسلاميه ودخل معها المسجد ..ولكنه خرج بعد ذلك
ولكن لم يكن من الضالين الخارجين ولكن كانت هناك مفاجأه ستتضح بعد قليل
...البنا دخل الحركه الإسلاميه وهذه الحركه المعروف عنها بأنها كانت تحرم
أصلا خروج المرأه من البيت وأنا هنا معى دليلى على ان البنا دخل الحركات
الإسلاميه فهذا مثبت فى التاريخ ..ولكن المفاجأه التى يتم الرد بها هنا على
من أدعى على الرجل التصوف هى ان البنا لا يقول فى مذكراته ولا فى أفكاره
أن خروج المراه حرام بل يقول العكس كما سنرى

إذن المتفتح والذى
يريد أن يفهم ولا يأخذ موقفا مسبقا من الرجل عليه أن يستنتج ان البنا دخل
كل الحركات وعرف كل الأتجاهات وأخذ ما عجبه من كل شىء ولكن كان له فى
النهايه فكره الجديد

ولذا فلو دخل البنا الحركه الصوفيه ليس معنى
هذا انه متصوف ولو كتب البنا فى مذكراته مثلا أنه ذهب للصلاه فى مسجد متصوف
ودخل حلقات ذكر وقبل شيوخ الصوفيه فمن ضيق الأفق أن ندلل بهذا على أن
الرجل صوفى ولكن صاحب الأفق الواسع يدرك بلا شك ان البنا كان رجلا يستطيع
أن يشكل فكره بنفسه فأراد ان يجرب الجميع وان يرى الجميع وفى النهاية أختار
طريق جديد تماما كان ليس موجودا من قبل ولا أجد له وصفا ولكن أجد له صفات
...

دعونا أولا نكمل مراحل نمو البنا الفكريه والعقليه وكيف تشكلت

حسن
البنا يا ساده هو فتى الريف المصرى الذى خرج من الريف الى المدينه كانت
أمه ترتدى الحجاب وتطيع أبيه طاعة عمياء ..فخرج إبن الريف الذكى الى
المدينه لكى يتعلم فأصطدم البنا بصوره جديده للمرأه تختلف عن صورة أمه
..وجد المرأه التى ترتدى الضيق والشفاف صاحبة الضحكات العاليه ..

حسن
البنا هو إبن الريف الذى كان يحترم أبيه ويقدره حتى لو كان رأيه عكس فكره
وكان يرى فى ابيه المثل الأعلى للتدين والوطنيه فالوطنيه والدعوى لخروج
المحتلين كانت تخرج من أيات القران التى تدعوه للجهاد وإعلاء كلمة الدين
والإسلام ...فخرج إبن الريف ببساطه الى المدينه فوجد أن هناك الوطنيين
الذين ينادون بحرية الوطن وأستقلاله ..ولكنهم يشربون الخمر ...ويزنون
بالنساء

الذى يريد أن يفهم البنا ليس عليه أن يشاهد مسلسل الجماعه
أو يجلس مع ظابط امن دوله كبير يحكى له قصصا وحكايات ...ولكن إذا كنا فعلا
نريد ان نفهم الرجل فلنعى النقاط القادمه

فى رأس البنا أصدمت الفضيله بالفضيه والرذيله بالرذيله

الفضيله هى التدين والوطنيه والدعوه للتحرر من الأستعمار وهذه رباه أبوه على انه واجبه
الفضيله الأخرى هى ترك الزنى والمحرمات وشرب الخمر وأيضا رباه أبوه عليها

الرذيله هى الفساد والفسق والزنى والخمر ورباه أبوه على تركها
الرذيله الأخرى هى الخيانه وترك تحرير الوطن والجبن والتخاذل ورباه أبوه على تركها

هنا
يخرج البنا ليقابل العلمانيين الوطنيين ..شبابا فى الجامعات يقومون
بالمظاهرات من اجل الوطن والأمه بالنهار وهم صادقين فلا أدعى عليهم النفاق
ولكنهم فى الليل يذهبون للخمر والنساء

سار معهم البنا نهارا ولم يسير معهم ليلا ..فالشاب الفلاح ..حسن البنا شارك فى مظاهرات ثوره 1919
وشارك فى مظاهرات حزب صر الفتاه ...

وهنا بدأت الحقائق التى تربى عليها البنا تتقلب فى رأسه ...كل هذا وهو فى عمر لم يتجاوز العشرين بعد

فقرر البنا أن منطق أهل الخمر والفسوق لن يجدى ..وهذا منطقى لنا أما الأخطر والذى لا يعرفه البعض
أن البنا أيضا أدرك أن منطق أبيه لا يجدى ولا يسمن من جوع

وأن عليه أن يخرج من المسجد وأن يتكلم فى مكان أخر وان يدخل للمعركه بقوه وحده منفردا
تلك
المعركه التى وصفتها لكم مسبقا ودللت عليها والتى دار رحاها فى مصر وعلى
أشده بين العلمانيين الوطنيين وبين الأسلاميين المتشددين

إن كلامى
يا ساده ..ليس تحليلا فلسفيا أو أستنتاجا وهميا ..فمثبت فى كتابات التاريخ
وفى رسائل الجماعه أن البنا بدأ أول ما بدأ دعوته كانت على مجموعة مقاهى فى
مدينه الأسماعيليه كان البنا يلقى فيها حديثه الذى سمى بحديث الثلاثاء
وهذا مثبت فى التاريخ

فحديث البنا لم يكن حديث الجمعه فى المسجد ولكن كان حديث الثلاثاء على المقهى

أسمه
الشيخ حسن ...ويجلس معنا على المقهى ...هكذا وصفه الحاج زكريا ..الذى عاصر
البنا ويعيش حتى الان ويحكى لنا التاريخ كما هو دون تلويث أو تزوير ...

حسن البنا ذلك الشاب المعجزه ..لم يتجاوز العشرين يعمل يا ساده مدرس أبتدائى فى مدينة الإسماعيليه
يلقى
درسا كل يوم ثلاثاء على مقهى فى المدينه ووقتها يتجمع الناس من أول الشارع
الى اخره ليسمعوا حسن البنا ..يأتون له من الإسكندريه ومن الجيزه ومن
القاهره ومن غيرها من البلاد ..يريدون أن يسمعوا الشيخ الذى يتكلم فى
السياسه ..يبدأ خطبته بكلمه ..بسم الله... وينهى بالصلاه على رسول الله

وفى وسط الخطبه كلام مفعم بالقوه الوطنيه لم يقدر النحاس باشا نفسه على قوله ..

شاب لم يكمل العشرين ....يأتى له الناس ليسمعوه من محافظات أخرى
شيوخا ورجال ..شباب وأطفال ....

هنا أتوقف عند نقطه بالغه الخطوره والأهميه

لأن
البنا كان يعمل فى مدينه الإسماعيليه والإسماعيله وقتها كانت يا أخوانى
مدينه فرنسيه على أرض مصريه يحيمها الأحتلال الإنجليزى ويعمل فيها من
يتعاونون معه ..مثلها الأن مثل المدن الخليجيه التى تقيم عليها أمريكا
قواعد مثل السيليه فى قطر أو القصيم فى السعوديه أو مدن الكويت المليئه
بدبابات أمريكا ...

مدينه مصريه باعاها وتخلى عنها من يحكمون مصر وقتها للأحتلال وللأنجليز

كان البنا يعمل فيها ..وقد أثر هذا جل الأثر على إبن العشرين الذى لم يتعود أن يرى المحتل ويصمت

نكمل
...سيرة البنا ..الذى أكمل دراسته فى دار العلوم وعمره 21 عام ..وتخرج
منها وهو فى المركز الأول على دفعته وبفارق كبير عن صاحب المركز الثانى
...وهذه صورته فى التخرج وهى صوره نادره أهديها لمن يحبون حسن البنا من
جماعة الإخوان وأشك بأن الكثير منهم يمتلكها ...



وهذه مقصوصه نادره لحسن البنا بخط اليد يقدم فيها رساله للطلاب

وبعد
ان انتشر البنا الشاب الذى يلقى الخطب الرنانه وذاع صيته ..أجتمع البنا مع
6 من الشباب وقرر إنشاء جمعيه وطنيه هى جماعة الإخوان المسلمين وكان هذا
عام 1928 وكان عمر الفتى 22 عام فقط

أى ان من أنشأ أكبر جماعه تؤرق الأنظمه السياسيه العربيه حتى الأن ولها مالها وعليها ما عليها
كان عمره فقط 22 عام ....أليس من الطبيعى ان نثار إعجابا به ؟؟!!!

حتى الان فقط أستنتجنا فى هذا الجزء بعض الحقائق ودللنا عليها
حسن
البنا الفطن الذكى الخطيب البارع ...أسس فكرا جديدا ليس بصوفيا ولا تشدديا
ولا أنفتاحيا ولكن هو فكر جديد له صفاته ..وبدأ هذا الشاب فى تأسيس جماعه
لدعم فكره وليس فكرا لدعم جماعته وهذه نقطه مهمه وقد يبدأ الإخوان المسلمين
فى التبرم من حديثى حين أقول أن حسن البنا كان له فكر من ضمنه فكره واحده
وهى جماعة الأخوان المسلمين التى أقامها وقتها ....ولكن كان لديه افكار
أخرى وليس جماعة الأخوان المسلمين الكيان الذى أنشأ حسن البنا ودعم فكره
فهو المؤسس والمطلق وهم جزء أو قطعه من أفكاره فله أفكاره الاخرى التى
ربما كانت اخطر وأقوى من هذه الجماعه ....وهذا يدعونا بعد كثير لفهم خطورة
الرجل ليس فقط على نظام مصر ولكن على أنظمه أخرى عالميه وكيانات كانت تولد
فى هذه الفتره وكاد البنا ان يقضى عليها ويريحنا منها

عندما أنشأ البنا جماعة الإخوان عمد الى تقسيمها الى ثلاثه أجيال

الجيل الأول وهو جيل التكوين وهو جيل يستمع ولا ينفذ وقد نجح نجاحا باهرا

الجيل
الثانى وهو جيل يحارب وينفذ وهذا ما بدأ فيه ولم يكمله بسبب أو اسباب
عديده سنكلمها لاحقا ونستطيع القول أن هذا الهدف قد فشل البنا فى تحقيقه
كماكان مخطط له

الجيل الثالث هو جيل الأنتصار وهو لم يكن موجودا بطبيعه الحال بسبب عدم نجاح الجيل الثانى


الان توقفنا عند نقط ولكن ..هل تغير البنا ؟؟
هل أضحى أبن ال ثلاثين مختلفا عن أبن العشرين ؟؟

ما علاقه البنا بالوفد ؟؟ والنقراشى وأحمد ماهر ؟؟

هل قتل البنا الخازندار ؟؟

علاقه البنا بالسندى وغيرهم من التنظيم السرى ؟؟

ما هو الجيل الثانى وماذا حدث فيه ؟؟

كل هذا سأقوله إن شاء الله فى الاجزاء القادمه

فى
النهايه أقول بأنى مستعد لأى نقد أو إثبات للخطأ فى كلامى ومستعد لمن هو
مختلف معى بأى صوره من الصور أو من هو متفق.... انتظر النقاش والتفاعل

وكما
قولت أتمنى ان يتم نشر هذا الموضوع فى أى ساحة سواء للإخوان أو لأعداء
الإخوان ولا أطلب ان يتم كتابه أسمى عليها ولكن فقط على الناشر أن يحترم
الحق الفكرى للمنتدى هنا ويذكر أسم المنتدى الذى نقل منه الكلام وهو
منتدانا ...وأشكر لك من سيعترض أو يشارك مقدما ..لأن هذا الجزء عرضته على
15 صديق

11 منهم اعترضوا وأنفعلوا وهم سلفيون وإخوان ويساريون ..أى
ان كلامى لم يعجب أى تيار ولكن كما وضحت سابقا ان لم أكتب كى أعجب احد
ولكن وضعت أمامى الأدله والمراجع وأردت أن أصل للحقيقه
وأهلا بمن يريد ان يصحح لى

محبكم دائما وأبدا