يعقوب الشدراوي .. "عاشق المسرح"

من المخرجين المسرحيين اللبنانيين المبدعين. إسم عرفته خشبة المسرح منذ العام 1970.

لم يكن يعقوب الشدراوي، هذا الفنان المثقف، إلاّ علامة جديدة تتحد مع
التفاؤل المشوب بالشك والتحفظ بمسيرة المسرح عندنا بكل صعوده وهبوطه حتى
بتعرجاته الدائمة.

صيف 1962 بدأ دراسة الاخراج المسرحي في موسكو وأنهى تحصيله عام 1968
برتبة ماجيستير في الاخراج المسرحي ، بعد أن قدّم مسرحية للشاعر البلغاري
إيفا بايتشيف بعنوان "كل سهرة خريفية".

ربيع 1969 عاد الى لبنان وقدم عام 1970 أول مسرحية بعنوان "أعرب ما يلي"
وقدم بعدها مسرحية الأعماق لماكسيم غوركي . ومن ثم مسرحية "سمكة السلور"
تأليف إدوار أمين البستاني.

شتاء 1971 قدم مسرحية "مذكرات مجنون" ، أتبعها بمسرحية "رأس الملوك
جابر" لسعد الله ونوس ثم "المهرج" (1971- 1972) و"الأمير الأحمر" 1973
والتي يعتبرها من أهم أعماله كمخرج.

بيد أن الشدراوي صار همه المسرحي بعد كل ما قدمه للمسرح اللبناني
التركيز على المضمون ضمن أي شكلية مسرحية لأنه يؤمن أن المسرح بكل أبعاده
وسيلة للتعبير عن المضمون. فالمطلوب في المسرح هي الحقيقة الانسانية.
والانسان هو رائد الحياة في شتى أنواعها. لاسيما إذا كان العمل المسرحي
جزءاً من الخدمات العامة فالقضية لم تعد فناً ولا عبقرية. بل هي كناية عن
فبركة.

برأيه المهم في المسرح هو الفعل وهناك تضارب ملحوظ بين النظرية والتطبيق على الخشبة، وبالتالي يبقى الفعل هو المهم.

بين واقعية ستانسلافسكي والكوميديا ديلا آرتي، خط طويل سار عليه يعقوب
الشدراوي وهو بين أن يكون واقعياً أو أن يرى في الكوميديا ديلا آرتي جامعة
لمسرحنا وممزوجة بروح الشرق.

لذا، فإن الشدرواي نراه دائماً يبحث ويذهب في كل الزوايا والاتجاهات. من
أعماله: "أعرب ما يلي ، مروراً بموسم الهجرة الى الشمال، ومذكرات مجنون،
وجبران والقاعدة، وميخائيل نعيمة ، والطرطور وغيرها.

المادة الأدبية في أعمال الشدرواي هي جوهر العمل المسرحي ولو أن المسرحية تبدو أمامه ساعات أو أيام. يعيش فصولها وجوانبها ومحاكاتها.

ففي عمله المسرحي "الأم كوراج" دافع الشدراوي عن التغريب في مسرحيته
سواء في البنية الداخلية أو المضمون. الأم كوراج هي المسرحية الوحيدة التي
لا تتبدل شخصياتها أمام الجماهير.

"نامي" أغنية من "الأم كوراج" ومطلعها:
نامي يا زينة لبنان
في تخربش بين التينات
بي الجارة بكاية
وبنتي ضحكتها مراية
هيي فستانا مخزوق
وفستانك حرير الزوق
ملاك الخيط فستانك
عملو خصوصي عشانك

مسرحية الأم كوراج عمل مسرحي باللغة الفرنسية أساساً وقد تولى ترجمته د.
عبد الرحمن البدوي. وقد جاء د. شوقي الدويهي بالنص الفرنسي المترجم ، وعاد
الشدراوي الى النص الأصلي الألماني ووصل الى صيغة نهائية للترجمة فجاء
النص المسرحي يعبر عن سيدة الماضي الجميل واسرار الحياة والكون.

يعقوب الشدراوي جيل المسرحيين اللبنانيين المبدعين الذين تركوا بصماتهم
في جبين المسرح اللبناني عبر 40 عاماً من الابداع وأمثاله: روجيه عساف،
وجلال خوري، ومنير أبو دبس، وشكيب خوري، وأنطوان ولطيفة ملتقى.

هؤلاء حركوا قلب بيروت النابض بعد ركود الحرب. وقد حولوا هؤلاء الرواد
مسرحنا الى فضاء مسرحي مفتوح أمام مختلف التجارب الحديثة والتعابير
المتنوعة والأساليب المختلفة.

"يا اسكندرية، بحرك عجائب" إخراج يعقوب الشدراوي والتي عرضت على مسرح المدينة وكان موضوعها الحرية .

مسرح الشدراوي مسرح سياسي بإمتياز فكل مسرح جاد يعتبره الشدراوي سياسي.

يتشرب الشدراوي روح النظرية العلمية أو المذهب الاجتماعي أو الفكرة
السياسية بما فيها من عمومية وشمولية ثم يبلورها في اشكال ذات قسمات بارزة
وملامح ملموسة.

لقد إمتزجت الفكاهة بالتراجيديا عند الشدراوي . مسرحه ليس إلا درامياً للانسان وعالمه المتشعب الذي يحمل في طياته ما يضحك وما يبكي.

تقول بطاقة هويته أنه ولد في زغرتا متزوج من الفنانة فريال زنتوت أستاذة
البيانو بمعهد الكونسرفاتوار سابقاً وقد عاش وما زال منذ بضعة أعوام ازمة نفسية إنتصر عليها بإيمانه الكبير.

مع إشراقة فجر المحبة 00
مع كل نسمة من نسمات الحياة 00 مع
كل نغمة من نغمات

البلبل الصداح التي نادي بها مع ظهور النور 00 وقبل
غروب الشمس 00

ومع كل "قطرة ندى"
داعبت وريقات الأشجار 00 ومع إشراقة "بدر الدجى "
في سماء الكون 00

أرسل إليكِ نبض قلمي 00 إليكِ يا أختي 00 رغم أن الحروف تعجز أن تكتب ما بقلبي 00

وأن تصف ما اختلج بفؤادي000

فمشاعري هي كلماتي المسطرة 00

وكلماتي هي أملي 00 وأملي هو ذكرياتي 00

وذكرياتي هي دليل قلبي 00 وقلبي نبضاته تقول لكِ

ايه كلمه الجامد ده