[size=21]تقييم المريض ـ
ليس من السهل
تعريف اضطرابات الجملة العصبية بدقة ؛ اذ يحتاج كل شخص ليعرف أنه مريض
لسبلٍ حسية تنقل المعلومات من العضو المريض إلى الدماغ ، والدماغ يفسر هذه
المعلومات على أنها أعراض لخلل أصاب هذا العضو .
ـ هذا بالإضافة إلى أن الدماغ قادر بحد ذاته على إحداث أعراض مماثلة لتلك
التي يتلقاها من أعضاء الجسم وأن يفسرها وكأنها علامات على خلل جسدي .
فمثلاً : يمكن للقلق الناجم عن الانفعال أن يحدث صداعاً وضيقاً في التنفس
وشعوراً بالهلع Panic وهي نفس الأعراض التي يمكن أن يحدثها ورم القواتم
Pheochromocytoma المفرز للكاتيكولامينات .
ـ وتعرف الأمراض العصبية اصطلاحاً بأنها الأمراض التي تنشأ عن شذوذ بنيوي
أو فيزيولوجي في الجملة العصبية المركزية أو المحيطة ؛ ولكن لهذا التعريف
استثناءات كثيرة . فمعظم آلام الرأس تتسبب عن خلل غير عصبي وخارج القحف
ومع ذلك يعتبر مرضاً عصبياً ، ومثله أكثر آلام الظهر التي تنجم غالباً عن
شذوذ في وظيفة العضلات أو المفاصل.
ـ وعشرة في المائة من المرضى الذين يراجعون الأطباء يشكون من أعراض توحي
بأنها عصبية المنشأ ؛ ويحال ربعهم تقريباً إلى المستشفيات على هذا الأساس .
ويبين (الجدول 1) أكثر الشكاوى الشائعة التي تعتبر عصبية والاحتمالات
المرضية الأخرى التي يمكن أن تسببها .
[size=21][b]الجدول 1 ـ الشكاوى الشائعة في الممارسة العصبية: يفهم مما تقدم أن تشخيص اضطرابات الجملة العصبية يتطلب من الطبيب مهارات
سريرية خاصة ، إذ يمكن لأعراضها أن تقلد أعراض مرض جهازي أو مرض نفسي . (
فالصداع مثلاً قد ينجم عن ورم دماغي أو عن التهاب شريان عملاق الخلايا
Giant Cell Artritis أو عن خمود أوبي Involutional Depression ) . لذا كان
على الطبيب عندما يقارب مريضاً يشكو شكاية عصبية أن يجيب على الأسئلة
الأربعة الأساسية الواردة في (الجدول 2) .
[size=21][b]الجدول 2 : الخطوات الهامة في التشخيص العصبي: ـ كما أن على الطبيب وهو يبحث عن طبيعة الاضطراب العصبي الأولي أن ينتبه
لحالة المريض النفسية . فأمراض الجملة العصبية تخيف المرضى لأنها تهدد
بالشلل أو بالخرف أو بخلل عميق في وظائف الجسد . لذا يتوجب على الطبيب أن
يكون مع مريضه طيباً ومتفهماً وعليه أن يطمئنه وأن يريحه من أعراضه ومن
آلامه .
ـ كما أنه على الطبيب أن يعرف أن تجدد الجملة العصبية ضئيل وبطيء وأنها إن
فقدت وظيفتها فمن النادر أن تستعيدها . لذا فإن عليه الوصول إلى التشخيص
الصحيح بما أمكن من السرعة وأن يبدأ العالجة المناسبة حالاً وبما يمكن من
العناية والدقة . وأن عليه في الأزمات الشديدة التي يحتمل ألا تكون
عكوسة أن يحاول الحفاظ ما أمكن على وظيفة الجملة العصبية ومنع ترديها ،
حتى قبل أن يبدأ بإجراءات التشخيص .[/b][/size]